في مصر البلد الإخبارية
بقلم – أحمد نشأت الشرقاوى
لم تكن تدرك أو تتخيل لو للحظة أنها يوماً سيأتى عليها زمنأ ويتكالب عليها المتسلقون تجار الدين ودعاة الفوضى الطامعين فى السلطة و النفوذ ، لم تتخيل أن تنتهك كرامتها وعزتها لهذا الحد ، فكلهم أراد أن ينـال نصيـبة من الفريـسة التى سقطت ومحاطة بأنياب منتهكيها التى امتلئت قلوبهم غلاظة وحقدا دفين ظل لسنوات طويلة ، فبدلا من أن يقدمون التضحية وكل ما هو غالى ونفيس من أجل بقائها واستقرارها وحريتها ، أصبحوا يتصارعون على تمـزيقـها وتقسيمها وكأنها اصبحت الغنيمة المستحقة لهم ، الم يتذكر هؤلاء أنها اعطـت لهـم الكثـير والكثير ، ألم يتذكروا أنها منحتهم الأمن والاستقرار ، بالطبع لن يتذكر هؤلاء ولن يفكروا إلا فى مكتسباتهم و مطامعهم الشخصية وفقط ، لا يعنيهم شيئا إلا أنفسهم وجماعتهم المزعـومة
لماذا تكالبتم عليها أيها المخادعون الذين سفكتم الدماء واثرتم الفوضى وزرعتم الفتنة والفرقة بين فئات الشعب واطيافه ، ألم يكفيكم حكومتكم العقيمة وادارتكم الرديئة ، وسخـط الشـارع عليكم ، ففى عهدكم ما جنينا إلا دماءا تسيل على الطرقات ، ما جنينا إلا إرهابا وترهيبا ، ما جنينا إلا العنصرية و اغتيال الحرية ،لقد ضيعتم الكرامة والعزة ، أصبحنا لا نأمن على أنفسنا حتى فى بيوتنا جراء ما حققتموه ، والعهد ليس ببعيد فلن ننسى حادث الاتوبيس الموت لاطفالنا الابرياء ، وتصادم القطارات والطرق المستمرة ، والإنهيار الكامل لاقتصادنا ، وزيادة البطالة والفقروالمرض والإهمال ، فلا تلومن إلا أنفسكم وفقط ولا تلقــوا بالمسئولية على أعناق الاخرين ولتتحملوا نتيجة فشلكم لو لمرة ، فإن لم تكون عل فدر تحمل المسئولية فلتتركوها لغيركم ودعوكم من الكبر والعناد ، ألم يكفيكم كل هذا الفساد ، أذكركم حين هتف الشعب بكل فئاتة باسم الحرية والحياة الكريمة فى ثورة هزت أرجاء العالم ، حتى جئتم وتسلقتم على هذه الثورة التى قامت بسواعد شبابها المخلص وأبنائها الشرفاء ، فطمعتم فيها وانسبتم نجاحها لكم بكل كذب وافتراء وكأن شهداء هذه الثورة العظيمة من أبنائكم انتم واتحدى أن يكون هناك مصابا واحد من بينكم ، والله لأنه أمرا يدعو للدهشة والسخرية ، فبدلا من أن تتكاتفوا معهم وتعيدون الحقوق وتعيدون بناء الوطن وتحقيق العزة والكرامة طمعتم فيها وسرقتموها ، ماذا تريدون منا بعد ذلك ، لقد فعلتم كل ما يحقق لكم السياده الرخيصة وحدكم ، دستورا عقيم ، ومجلس غير شرعى ، وحكومة غير مسئولة وفاشلة ، وإدارة متزعزعة ورديئة ، ومسئولين يهربون من تحمل مسئولية فشلهم الذريع ، وشعب يصارع الفقر والمرض ، كل طموحه ان يعيش حياة كريمة ، وأن يأمن على نفسه واهله متى تدركون أنكم فقدتم مصداقتيكم وتعاطف الشعب معكم ، لابد عليكم أن تعلموا انه لولا هذا الشعب المهان فى عهدكم ما كنتم جنيتم كل هذا النصر الزائف بخداعكم ووعودكم المزيفة . لقد اكتشف هذا الشعب حقيقتكم ، لقد اكتشف اليقين ، لماذا تخاطبون الناس بالدين ونفوسكم مليئة بأطماع السلطة ، لماذا تتحدثون عن العدل وانتم ظالمون ، تتحدثون عن الديمقراطية وانتم أصل الديكتاتورية ، فقد أصبح الدين لديكم هو الطريق الوحيد لغنائمكم الرخيصه التى لن تدوم طويلا معكم ، ألم تنظروا الى الوطن الان كيف هو الان وكيف يعانى الشعب من قراراتكم الفاشلة ، الم تعودوا الى انفسكم وتدركوا انكم فشلتكم فى تحقيق الاستقرار لهذا البلد ، لماذا لم تتعاونوا مع كل فئات المجتمع حتى ننهض بمؤسساتنا نهضة حقيقية وليست كنهضتكم اقول لكم من الجيد ان تعترفوا أنكم اخفقتكم حتى لا تتكرر مأساة اخرى ، أنها مصر التى لن تكون لأحد أو لفصيل أبدا ، فمصر العزة باقيه حتى وان اتى عليها امثالكم ، واذكركم بالشعب الذى ثار لينهى ظلما تغلغل لسنوات طويلة ، قادرا ايضا على أن ينهى طغيانكم وظلمك ، فلتزهق أرواحنا ، ولتسيل دمائنا طاهرة على ارض الكرامة ، فليموت الجسد فينا ومصر التى ستبقى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]