كشفت تقارير صحفية أن شقيق وزير خزانة حكومة الظل البريطانية " حكومة حزب المحافظين المعارض "اعتنق الإسلام هو الآخر ، الأمر الذي أثار ذعر الكنائس هناك
.
وتحت عنوان "شقيق وزير خزانة حكومة الظل البريطانية يعتنق الإسلام ليتزوج من حبيبته " ، ذكرت صحيفة "الرياض" السعودية في 7 ديسمبر / كانون الأول أن الشقيق الأصغر لوزير خزانة حكومة الظل البريطانية جورج أوسبورن اعتنق الإسلام من أجل أن يتمكن من الزواج من حبيبته طبيبة التجميل المسلمة التي ولدت في بنجلاديش والتي تربطه بها علاقة منذ 14 عاما حيث كان قد التقى بها فى الجامعة ، وأضافت الصحيفة قائلة : "وتزوج آدم اوسبورن (33 عاما) من راهاله نور (31 عاما) خلال احتفال آسيوي إسلامي تقليدي ".
التطور السابق لا يكتسب أهميته فقط من تزامنه مع صعود ملحوظ للأحزاب اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين المسلمين ، وإنما لأنه جاء أيضا بعد أيام من تصويت السويسريين لصالح قرار حظر بناء المآذن في بلادهم .
ويبقى الأمر الأهم فيما يتعلق بالداخل البريطاني وهو أن اعتناق شقيق وزير خزانة حكومة الظل للإسلام هو صفعة قوية لرابطة "الدفاع عن اللغة الإنجليزية" ، فمعروف أن تلك الحركة تحظى بدعم الحزب القومي البريطاني المتطرف المعادي للهجرة والذي فاز مؤخرا بمقعدين في البرلمان الأوروبي .
ورغم أن الحركة كانت تعول على الدعم السياسي من الحزب القومي للإسراع بتنفيذ مخططها الذي يهدف لمحاربة الإسلام والمسلمين ، إلا أن النتيجة جاءت على العكس تماما ، فالإسلام لم ينتشر فقط بين البريطانيين العاديين وإنما وصل أيضا للنخبة ، ولذا سرعان ما ظهر رد فعلها الغاضب في مظاهرة مناهضة "للإسلام" نظمتها في مدينة نوتنجهام وشارك فيها قرابة 500 من أنصارها .
ووفقا لصحيفة "الأوبزرفر" فإن المتظاهرين الذين ينتمون إلى الحركة المتطرفة ساروا في وسط المدينة ورددوا شعارات مثل "نريد استعادة بلدنا" في إشارة إلى ارتفاع عدد المهاجرين الأجانب وخاصة المسلمين.
وأضافت الصحيفة أن العديد من المشاركين في التظاهرة كانو سكارى بشدة كما أن الكثير منهم كانوا ملثمين ، مشيرة إلى أن اشتباكات وقعت لفترة وجيزة بين أنصار الحركة ومجموعة من المسلمين من أصول آسيوية كانوا يحملون أعلاما باكستانية ، الأمر الذي دفع المئات من رجال الشرطة البريطانية للتدخل وتفريق الجانبين .
والخلاصة في هذا الصدد أن تصاعد جرائم العنصرية ضد المسلمين في بريطانيا ترجع في الغالب لسياسة الحكومة التي لا تحاول بذل الجهد لإدماج المسلمين في المجتمع البريطاني من خلال إعداد مناهج دراسية تدعم التعددية الثقافية وتشير إلى المسلمين على أنهم جزء من المجتمع البريطاني .
هذا بالإضافة لكلمة الإسلاموفوبيا التي باتت حاضرة ومتداولة في كافة وسائل الإعلام البريطانية والتي تروج من خلالها لحملة على المسلمين تعمل على تشويه صورتهم بسبب انتشار الإسلام هناك بشكل غير متوقع ، حيث يبلغ عدد المعتنقين للإسلام يوميا 21 شخصا وهو الأمر الذي يثير ذعر الكنائس ليس في بريطانيا فقط وإنما في أوروبا بأكملها .
قنبلة ديموغرافية
ففي 10 أكتوبر الماضي ، نشرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية تقريرا حذر من أن أوروبا تواجه قنبلة زمنية ديموغرافية تتمثل في تزايد مطرد للجاليات المسلمة المهاجرة مما يهدد تلك القارة بتغيرات جذرية لا يمكن تدارك أبعادها خلال العقدين المقبلين.
وأشار التقرير إلى انخفاض معدل المواليد الأوروبيين ، مقابل سرعة "تكاثر" المهاجرين المسلمين ، وهو أمر يؤثر على الثقافة والمجتمع الأوروبي ، كما يلقي بتداعيات خطيرة على السياسة الخارجية للقارة.
ويستند التقرير إلى إحصائيات تشير إلى تضاعف تعداد الجاليات المسلمة في أوروبا خلال الأعوام الثلاثين الماضية مع توقعات بتضاعفها مجدداً بحلول 2015 ، حيث قفزت نسبة الجالية المسلمة في إسبانيا من 3.2 في المائة عام 1998 إلى 13.4 في المائة في 2007 ، هذا فيما ظهرت إحصائيات تتوقع تراجع تعداد سكان دول الاتحاد بـ 16 مليون نسمة بحلول عام 2050 .
ووفقا للتقرير أيضا ، فإن أسماء محمد، وآدم، وريان، وأيوب، ومهدي، وأمين ، وحمزة باتت من أكثر سبعة أسماء شيوعاً واستخداماً في بلجيكا التي تشكل مقر الاتحاد الأوروبي.
وقدر تعداد الجاليات المسلمة في أوروبا بين 15 مليون إلى 23 مليون نسمة مع توقع أن تصل نسبة الذي يعتنقون الإسلام إلى أكثر من 20 في المائة من سكان أوروبا ، بل إن أعداد المسلمين ستتفوق على سواهم في فرنسا وربما في كافة معظم دول أوروبا الغربية في منتصف القرن الحالي.
التقرير السابق يفسر أسباب مسارعة فرنسا لحظر ارتداء الحجاب في المدارس وإصدار بريطانيا العديد من قوانين مكافحة ما يسمي بالإرهاب المبنية على العقيدة والدين بالإضافة لتشديد القيود على هجرة المسلمين لأوروبا والصمت تجاه جرائم العنصرية بحقهم ، فالأمور السابقة تصب جميعها في خانة الذعر من انتشار الإسلام وتزايد عدد المسلمين.